في خبر أدمى قلوب عشاق الكرة المصرية، ودّع النجم الشاب إبراهيم شيكا، لاعب نادي الزمالك السابق، الحياة في الساعات الأولى من صباح السبت 12 أبريل 2025، بعد صراع مرير مع مرض السرطان الذي أنهك جسده النحيف، تاركًا وراءه إرثًا رياضيًا وإنسانيًا لا يُنسى.
شيكا، الذي لم يتجاوز الـ27 عامًا، خاض معركة شجاعة ضد المرض اللعين، لكن القدر كان له كلمة الفصل.
"حاسة إني بحلم".. بهذه الكلمات المؤلمة، عبّرت هبة التركي، زوجة إبراهيم شيكا، عن صدمتها وحزنها العميق عبر حسابها على "تيك توك". وكتبت في رسالة مزقت قلوب المتابعين: "تعوض شبابك في الجنة يا حبيبي، تاكل وتشرب وتنام من غير مسكنات.. ارتحت وتعبت هبة وقهرتها وقطمت ضهري يا إبراهيم". وأضافت: "أنا حاسة إني بحلم يا بن عيني وهتقوم ترن عليا وتقولي هاتي كوباية لبن وخشي الرعاية.. يارب الصبر من عندك، في الجنة ونعيمها يا نور عيني". كلماتها التي تفيض بالألم والحب أثارت موجة من التعاطف الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت رحلة شيكا مع السرطان منذ أشهر، حيث كشفت زوجته في وقت سابق عن تدهور حالته الصحية بشكل مخيف. في مارس 2025، أعلنت هبة أن شيكا لم يتمكن من تناول الطعام لمدة 11 يومًا بسبب انسداد في الأمعاء، واضطر للبقاء في العناية المركزة بعد جلسات علاج كيماوي شاقة. ورغم الدعم الكبير الذي تلقاه من نجوم الفن والرياضة، مثل الفنان محمد رمضان الذي زاره وقدم له الدعم المعنوي، والفنان تامر حسني الذي تكفل بعلاجه، إلا أن المرض كان أقوى.
في مشهد يعكس روح الإنسانية التي تجمع عشاق الكرة المصرية، فاجأت جماهير النادي الأهلي الجميع خلال مباراة فريقها أمام بيراميدز في الدوري المصري، برفع لافتة كُتب عليها: "في الجنة يا شيكا". هذه الرسالة المؤثرة من جماهير الغريم التقليدي للزمالك أثارت إعجاب الجميع، مؤكدة أن الإنسانية تسمو فوق التنافس الرياضي.
لم يقتصر الأمر على الرثاء، بل أشعلت وفاة شيكا نقاشًا واسعًا حول ضرورة دعم اللاعبين المتقاعدين. الفنانة وفاء عامر طالبت بإنشاء "صندوق دعم للاعبي الكرة" لمساندتهم في أوقات المرض والأزمات، بينما نعى شخصيات رياضية بارزة مثل ممدوح عباس اللاعب الشاب بكلمات مؤثرة.
رحل إبراهيم شيكا تاركًا وراءه ذكريات لا تُمحى في قلوب محبيه، وأطفالًا وعدت زوجته برعايتهم حتى يجمعها الله به مجددًا. "يجعل تعبك شفيع ليك يا حبيبي"، بهذه الكلمات ودّعته هبة، بينما يردد عشاق الكرة: "في الجنة يا شيكا.. ستبقى في قلوبنا إلى الأبد".
تبقى التساؤلات معلقة حول ما إذا كان الدعم المبكر والرعاية الطبية الكافية كفيلة بإنقاذ حياة شيكا، لكن ما هو مؤكد أن بطولته خارج الملعب كانت أعظم من أي بطولة حققها داخله. إلى الجنة يا بطل.. الملايين يدعون لك بالرحمة والمغفرة!
