الجدل يتصاعد بين جيلين من نجوم الغناء العراقي بعد تصريحات الفنان الكبير سعدون جابر حول رحمة رياض، بين الدعوة إلى التريث في لجان التحكيم وبين التأكيد على أن الشهرة تفرض نفسها.
شهدت الساحة الفنية العراقية والعربية خلال الساعات الماضية جدلاً واسعاً بعد تصريحات الفنان المخضرم سعدون جابر في برنامج استراحة ظهيرة مع الإعلامية ياسمين مكي، حيث وجّه نصيحة مباشرة للنجمة العراقية رحمة رياض بضرورة ترك لجان التحكيم في برامج اكتشاف المواهب، معتبراً أنها لا تزال صغيرة في خبرتها الفنية وأن الأفضل لها هو إكمال دراستها الأكاديمية قبل الانخراط في تقييم الأصوات الشابة. جابر شدد على أنه يكنّ لرحمة كل المحبة والاحترام، لكنه يرى أن موقعها الحالي يتطلب خبرة أعمق وتجربة أطول.
تصريحاته أثارت ردود فعل متباينة في الوسط الفني وعلى منصات التواصل الاجتماعي. فقد اعتبر البعض أن كلام سعدون جابر يعكس حرصه على مستقبل رحمة، خاصة وأنه يُعد من أبرز الأصوات العراقية التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ الأغنية العربية. بينما رأى آخرون أن هذه النصيحة قد تحمل نوعاً من التقليل من مكانة رحمة التي أصبحت اليوم نجمة عربية معروفة، خصوصاً بعد نجاح أغنيتها الشهيرة الكوكب التي حققت انتشاراً واسعاً وجعلت اسمها يتردد في مختلف العواصم العربية.
الصحف والمواقع الفنية مثل البوابة أشارت إلى أن الموسم السادس من برنامج ذا فويس الذي يُعرض على شاشة MBC منذ أكتوبر 2025، شهد تغييرات كبيرة في لجنة التحكيم، حيث انضمت رحمة رياض إلى جانب ناصيف زيتون وأحمد سعد، وهو ما جعلها في مواجهة مباشرة مع أصوات شابة تبحث عن فرصة للانطلاق. في المقابل، تداولت قنوات فضائية عراقية مثل قناة الدولة تصريحات سعدون جابر التي دعا فيها رحمة إلى العودة لمقاعد الدراسة، معتبرًا أن الشهرة وحدها لا تكفي لبناء مسيرة فنية متينة.
من جهة أخرى، جاءت تعليقات الجمهور لتكشف عن انقسام واضح: فريق يرى أن الخبرة الأكاديمية والفنية ضرورية قبل الجلوس على كرسي التحكيم، وفريق آخر يؤكد أن النجومية الحالية لرحمة رياض تجعلها مؤهلة لتمثيل جيلها في هذه البرامج، وأن نجاحها الجماهيري يفرض نفسه على الساحة الفنية، حتى بالمقارنة مع أسماء كبيرة من الماضي.
في النهاية، يبقى هذا الجدل انعكاساً للتباين بين قيم الخبرة التقليدية التي يمثلها سعدون جابر، وقوة الشهرة الرقمية والجماهيرية التي تجسدها رحمة رياض، وهو ما يعكس طبيعة التحولات في المشهد الفني العربي اليوم، حيث تتقاطع التجربة الطويلة مع الحضور الإعلامي الطاغي في صناعة النجوم.